الطريقة:

تفهم الطريقة بأنها أساليب النشاط المشــترك للمعلمين والمتعلمين من اجل نقل واكتساب المحتوى المحدد في الأهداف .

عرف كلافكي طرائق التدريس بأنها ( أساليب وإجراءات التشكيل المخطط والمنظم لعمليات التعلم ، وهي لذلك أساليب تنظيم وتنفيذ التعليم والتعلم ).

ويعرف دانيلوف ( 1978 ، ص 48 ) طرائق التدريس باعتبارها ( نظاماً من الأفعال الواعية والهادفة من أجل تنظيم النشاط المعرفي والتطبيقي للتلميذ وتأمين اكتسابه الذاتي للمحتوى التعليمي.  وبكلمات أخرى فإن طرائق التدريس تشترط التأثير المتبادل المستمر بين المعلم والتلميذ  أي إن المعلم ينظم نشاط التلميذ بموضوع التعلم ومن خلال هذا النشاط يكتسب التلميذ المحتوى التعليمي).

وفي الاتجاه نفسه يعرف ( كنوشيل ، 1984 ، ص 168 ) طرائق التدريس بأنها الأساليب والإجراءات المساعدة في تحقيق تفاعل المعلمين والمتعلمين بمحتوى الدرس وتحقيق أهدافه ).

 أما مايار (1991 ، ص 45 ) فقد عرف طرائق التدريس بأنها الأساليب والإجراءات التي فيها وبها يكتسب المعلم والتلاميذ الواقع  الطبيعي والاجتماعي من حولهم على أساس الظروف المؤسسية ).

وهي كذلك  سلسلة مركبة من إجراءات المعلمين والمتعلمين  يتم من خلالها النقل والاكتساب الهادف لمحتوى الدرس والتعرف على نتائجه وكذا تقويمه (لابس ، 1978، ص39).

   تتجسد نشاطات المعلمين والمتعلمين في العملية التدريسية في ثلاثة مكونات رئيسة هي:

1. طرائق التعليم والتعلم ويقصد بها نشاطات الاتصال والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين لنقل واكتساب المحتوى التعليمي . ومن أمثلتها :

      ·        طريقة المحاضرة ( العرض والإلقاء )

      ·        طريقة المحادثة والنقاش ( العمل المشترك )

      ·        طريقة العمل المستقل .

2. طرائق تنظيم الاتصال الاجتماعي والمقصود بها الأساليب الطرائقية المنظمة لعلاقة الاتصال التدريسي بين المعلم والتلاميذ وبين التلاميذ أنفسهم. ومن أمثلتها:

      ·        الدرس الجمعي

      ·        دروس ( عمل ) المجموعات

      ·        الدرس ( العمل ) الفردي

      ·        الدرس ( العمل ) الثنائي

3. السياق الطرائقي للدرس وهي الإجراءات التي تنظم سير العملية التدريسية ومن أمثلتها :

      ·        مراحل العملية التدريسية ( طريقة هيربارت)

      ·        طرائق التفكير المنطقي كالاستقراء ، القياس التحليل والتركيب.

      ·        التعاقب المنطقي للنشاط التدريسي من خلال إتباع إجراءات اكتشافيه

(  طريقة الاكتشاف )  أو إجراءات إشكالية ( حل المشكلات ) أو إجراءات توضيحيّة وتفسيريّة.

 اختيار طرائق التدريس:

  يتم اختيار طرائق التدريس وفقاً لعدد من المعايير فيما يلي ملخصاً لها:

1- ارتباطها بالأهداف:

   تعتبر الأهداف أساس تخطيط العملية التربوية والتعليمية في مختلف مستوياتها.

وفيما يتعلق بنشاطات التعليم والتعلم فإن تخطيط الطرق يستوجب مراعاتها لعلاقتين أساسيتين هما:

  ·  علاقة الأهداف - الطريقة

  ·  علاقة الأهداف - المحتوى - الطريقة

     فيما يتعلق بعلاقة الأهداف - الطريقة ، فإن على الطريقة أن تساعد في تحقيق أهداف التعليم والتعلم في جميع الحقول التعليمية لمرحلة تعليمية. أي تحديد الإستراتيجية العامة للتدريس لمرحلة تعليمية كاملة.

   وتلعب الأهداف الدور القيادي في هذه العلاقة ، علاقة الأهداف والمحتوى والطرائق ، ويعني ذلك بان اختيار محتوى الدرس وطرائق التدريس ينبغي أن يتم  بالاستناد إلى الأهداف ومن اجل تحقيقها. فعندما يكون هدف الدرس مثلاً تطوير التفكير الناقد للتلاميذ فإنه ينبغي اختيار طريقة العمل في مجموعات أو طريقة المحادثة والنقاش أو استخدام طريقة حل المشكلات لتحقيقه. وقد أصاب بول هيرست ( Hirst ) 1968 عندما بيّن بأننا لا نستطيع أن نقوم بالتفكير الناقد ولا بحل المشكلات مثلاً دون الرجوع إلى مادة تعليمية (محتوى) . لذلك فإن تطوير التفكير الناقد لا يحتاج إلى طريقة فحسب وإنما يحتاج إلى محتوى أيضاً. فمن غير الممكن وفقاً لهيربارت. ل. صياغة أهداف التعلم بمعزل عن محتوى التعلم  فالهدف لا يحدد الطريقة فحسب وإنما يحدد المحتوى أيضا.كما يؤثر المحتوى في اختيار الأهداف من منطلق عدم إمكانية صياغة أهداف من دون أن يكون لها محتوى كما إنه من الصعوبة بمكان اختيار وتنظيم المحتوى دون مراعاة بنائه المنطقي.

    كما يؤثر المحتوى في اختيار طريقة التدريس. فلكل علم خصائصه والتي تستوجب أساليب خاصة لتدريسه. فتدريس نظرية فيثاغورث في الرياضيات ، أو نظرية الطفو لأرخميدس ، أو قوانين أوم  في الفيزياء ، لا يمكن أن يتحقق كما لو أننا نعالج ظاهرة تاريخية ، أو نصاً أدبياً ، أو نعلم التلاميذ السباحة ، أو الموسيقى فلكل علم طريقة تفكير وأسلوب ووسيلة عمل خاصة به. كما لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا بأن الهدف من النشاط الطرائقي كما أوضح فلتنر (بوتهوف 1974ص172) هو من ( أجل تفاعل مثمر مع المحتوى . فالمساعدة الطرائقية تكمن في تفكيك المحتوى إلى أجزاء وتقديمه للمتعلم في خطوات  حتى يتمكن من إدراك جميع عناصره ). ويتم لذلك تجسيد خصوصية العلم تربوياً من خلال طريقة التدريس باعتبارها ظاهرة تربوية لعملية التعليم والتربية ، فالمحتوى الذي نتحدث عنه هو محتوى الدرس الذي تم اختياره وفقاً لأسس تربوية ونفسية ومعرفية وعقائدية إضافة إلى الأسس المنطقية للعلم المعنى ذاته . أي انه ليس محتوى العلم كما يقول كلينجبيرج وإنما محتوى الدرس هو الذي يؤثر في اختيار طريقة التدريس. وبما أن محتوى الدرس يكتسب إمكانيته التعليمية والتربوية وفقاً للأهداف فإن القول بان محتوى الدرس يؤثر في اختيار طريقة التدريس يعني أيضاً بأن أهداف الدرس تؤثر من خلال محتوى الدرس في اختيار طريقة التدريس. كما لا يكتسب محتوى الدرس تأثيره التعليمي والتربوي بصورة مستقلة وإنما من خلال أساليب نقله واكتسابه . فتؤثر طرائق التدريس لذلك عكسيا في محتوى الدرس . وبما أن اختيار محتوى الدرس يتم وفقاً للأهداف فإن طرائق التدريس تؤثر هي الأخرى عكسياً في اختيار وتحديد الأهداف أيضاً .

المنهجية:    

   نقصد بالمنهجية أن تساعد الطرق في تحديد استراتيجية التدريس التي تخدم المعلمين في تخطيط نشاطات تعلم التلاميذ بصورة مخططة ومنظمة.والمقصود هنا تخطيط نشاطات التعلم المختلفة وتعاقبها الزمني في المرحلة التعليمية ككل.فمن أجل تأمين القيادة المستمرة لتطوير شخصية التلاميذ من بداية المرحلة وحتى نهايتها فإنه يمكن بمساعدة الأهداف والمحتوى المراد اكتسابه تحديد المستويات المختلفة لتطور هذه الشخصية بما يمكن في تحديد طبيعة ونوعية المتطلبات التعليمية في المستوى الأول مثلاً أو في المستوى الثاني أو الرابع ….الخ.كما تساعد استراتيجية التدريس أيضاً في توضيح علاقة النظري بالتطبيقي في العملية التدريسية.

  كما ينبغي أن توضح إستراتيجية التدريس العلاقة بين الحقول التعليمية المختلفة فيما يتعلق بتطوير التلاميذ  إضافة إلى تحديد العبء الزمني للحقول التعليمية والفترة الزمنية لتدريسها والاتجاهات العامة بأساليب تدريسها ( طرائق التعليم والتعلم ، طرائق تنظيم الاتصال والتفاعل وطرائق تنظيم السياق الطرائقي للدرس).

الثبات والمرونة:

  ·  الموازنة بين النشاطات المختلفة للتعليم والتعلم

  ·  والحرص على استمرارية وتتابع تلك النشاطات بما يساعد في تراكمها وتطويرها لتصبح بمثابة عادات تعلم لدى التلاميذ.

الجدوى وإمكانية التحقيق:

   والمقصود هنا أن :

  ·  تكون الوسيلة المناسبة لاكتساب المحتوى وتحقيق أهدافه

  ·  تسهم في تطوير النشاطات الذاتية والعل المبدع للتلاميذ

  ·  تساعد في ترشيد نشاطات التعلم ؛ من حيث إمكانية التحقيق وأعباء التعلم

  ·  تراعي مستوى تطور التلاميذ وإمكانياتهم وتنوع ميولهم ورغباتهم الفردية

  ·  تطور الكفايات الاجتماعية للتلاميذ

  ·  تراعي مستوى تأهيل المعلمين

  ·  تحقق الاستخدام الفاعل للوسائل التعليمية المتوفرة

  ·  تراعي الخصوصية المحلية.

طرائق التدريس